عانت "حمدا" في الستة عشر عامًا التي تلت ولادتها من قيود بسبب مرض الفالج التشنّجي والمشكلات الأخرى الناجمة عن ولادتها المبكرة، بما في ذلك ضعف في البصر وضعف في ساقها اليمنى. ولم تكن قادرة على استخدام ذراعها الأيمن في الأعمال اليومية مثل تناول الطعام أو تسريح شعرها. وكانت تعاني من صعوبة بالغة في القيام بأي أنشطة تتطلب استخدام كلتا اليدين، واعتمدت حمدا على أفراد عائلتها لمساعدتها في ممارسة الأنشطة اليومية.

التمس والداها المساعدة من المستشفيات القريبة من منزلها على مدار السنوات، ولكن لم يكن أحد من الأطباء قادرًا على تقديم خيار جيد لحمدا، وكان قلة منهم فقط يمتلكون الخبرة في العناية بمن هم في مثل حالتها.

إيجاد المساعدة في فيلادلفيا

بالتعاون مع سفارتهم، علمت "حمدا" وأسرتها عن وجود متخصصين في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" يمكنهم تقديم المساعدة. وبمساعدة فريق خدمات المرضى الدوليين التابع لمستشفى فيلادلفيا للأطفال قامت الأسرة بأول رحلة لها إلى فيلادلفيا في عام 2014، حيث سعت في بادئ الأمر إلى تلقي العلاج المرتبط بما تعانيه "حمدا" من ضعف في البصر والضعف في ساقها. وكانت هذه الخطوة الأولى لعلاقتها بمستشفى فيلادلفيا للأطفال التي استمرت لعدة سنوات.

في عام 2016، قيّم الطبيب أبروفا شاه حالة "حمدا" البالغة من العُمر 19 عامًا، وهو الطبيب الجرّاح في مجال جراحة اليدين والأطراف العلوية والمتخصص في طب الأطفال. واقترح إجراء عملية جراحية يمكن أن تساعدها على استعادة القدرة على استخدام ذراعها الأيمن. وبتاريخ 5 يناير 2017، أجرى الدكتور شاه عملية نقل وتر الذراع الأيمن. وخلال هذه العملية، تم فصل وتر الكابة المدورة، وهو الوتر الذي يسمح لليد بالانتقال من وضع راحة اليد لأعلى إلى راحة اليد لأسفل، عن الذراع. وبعدئذٍ، تم لفه حول الذراع في الاتجاه المُعاكس وإعادة توصيله.

يقول الدكتور شاه: "إن إعادة توجيه الوتر يحوّل الكابة المدورة إلى عضلة يمكنها تدوير راحة اليد بحيث تكون مواجهة للأعلى" . ويضيف قائلاً: "هذا النوع من العمليات غالبًا ما لا يتم إجراؤه، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى أن الأطفال المُصابين بالفالج التشنّجي يعانون من اضطرابات صعوبة الحركة ما يجعل من الصعب أو المستحيل تحديد نوع العملية الجراحية التي ستحسّن بالتحديد الوظيفة."

كانت العملية الجراحية هي الخطوة الأولى، ولكن مع العمل الجاد، تحسنت الوظيفة لدى حمدا بشكل كبير. ومع وضع ذراعها في جبيرة، بدأت العلاج المهني المكثف مرتين في الأسبوع مع المعالجين المهنيين ساندي شميج وكريستين كونينغهام- المتخصصَيْن في مساعدة الأطفال على التعلم أو إعادة اكتساب مهارة كيفية استخدام اليدين والذراعين بعد إجراء العملية الجراحية الترميمية.

وسيلة جديدة للحياة

في غضون أسابيع بعد العملية الجراحية، كانت حمدا قادرة على تدوير راحة يدها للأعلى. وبعد بضعة أشهر، استعادت قدرًا كبيرًا من حركة ذراعها الأيمن. وللمرة الأولى في حياتها، كانت حمدا قادرة على رفع ذراعها الأيمن حتى فمها لإطعام نفسها. وقد مثّل ذلك لها أهمية خاصة نظرًا لأن ثقافتها تقدّر بشكل كبير تناول الطعام باليد اليمنى.

تقول حمدا: "لقد بدأت أشعر بقدرتي على تحريك يدي." وتضيف قائلة: "وبدأت أشعر أيضًا بالقدرة على استخدام يدي في الكتابة وتناول الطعام والإمساك بالأشياء الصغيرة وتحريكها باستخدام يدي. وأنا الآن قادرة على غسل الأطباق، الأمر الذي لم يكن أقدر على القيام به في الماضي. وأنا قادرة أيضًا الآن على غسل الملابس ووضعها في المجفف وإخراجها مرة أخرى. وعند ارتداء ثيابي، أصبح بإمكاني استخدام كلتا يدي."

يقول الدكتور شاه: "أمر لا يصدّق أن ترى حمدا قد تحسّنت منذ عملية نقل الوتر" . ويضيف قائلاً: "لقد تمكّنا من تحسين جودة حياتها بطريقة لم تكن تتخيلها لا هي ولا أفراد عائلتها. وأنا فخور بكل ما أنجزته حمدا حتى الآن."

شُفيت حمدا تمامًا من عملية نقل الوتر، ولكنها لن تعود إلى المنزل حتى شهر يوليو نظرًا لتلقيها المزيد من الرعاية الأخرى المستمرة.

تقول حمدا: "أود أن أتقدم بالشكر إلى الدكتور شاه." وتضيف قائلة: "لم يكن الأطباء في بلدي الأم قادرين على الوصول إلى التشخيص الذي تمكّن الدكتور شاه من التوصّل إليه. فهم لم يتمكنّوا من القيام بربع ما قام به هو. أنا حقًا فخورة به."