عندما تم تشخيص حالة "سلمى" التي تبلغ من العمر 13 عامًا بمرض الجنف الشديد، غادرت أسرتها منزلها في الإمارات العربية المتحدة وأحضرتها إلى أحد الأماكن القليلة في العالم التي تمتلك الخبرة لعلاجها: مستشفى فيلادلفيا للأطفال.

كان قسم جراحة العظام في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" يصنف دومًا ضمن أفضل المستشفيات في الاستبيان السنوي الذي تجريه مجلة (يو اس نيوز اند ورلد ريبورت) حول أفضل مستشفيات الأطفال في الولايات المتحدة. يمتلك فريق العظام في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" خبرة واسعة في علاج جميع أنواع اضطرابات العظام.

ويجري فريق جراحة العظام ما يزيد عن 300 عملية جراحية كل عام للأطفال الذين يعانون تشوهات بالعمود الفقري، كما أنه يتمتع أيضًا بخبرة كبيرة في مجال جراحة استبقاء الأطراف بسبب أورام العظام.

الجنف ومتلازمة القصور الصدري

عندما وصلت "سلمى" إلى "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" في خريف 2011، تم تقييم حالتها من قبل فريق من المتخصصين، بما في ذلك الدكتور روبرت إم كامبل، الحاصل على دكتوراه في الطب ومدير مركز متلازمة القصور الصدري بالمستشفى.

أثر التقوس الشديد في العمود الفقري لسلمى على نمو ضلوعها ورئتيها وتسبب في إصابتها بمرض متلازمة القصور الصدري، الحالة التي تتميز بعدم قدرة القفص الصدري على دعم التنفس الطبيعي أو نمو الرئة.

وقد وجد الفريق الطبي أن "سلمى" تعاني أيضًا من العديد من المشكلات الطبية الخطيرة الأخرى، بما في ذلك انسداد الرُّغامَى والانْغِلاَفُ القاعِدِيّ، وهو حالة نادرة تهاجر فيها الفقرات العنقية إلى الجمجمة.

الرعاية متعددة التخصصات

يستفيد المرضى مثل "سلمى" من التقييم والرعاية الطبية والجراحية متعددة الاختصاصات بالمركز، والتي تشتمل على جراحة العظام، وطِبُّ الرِّئَة، والجراحة العامة، مع تقديم الاستشارات من أقسام جراحة الأعصاب وطب الجهاز الهضمي والتغذية وغيرها من الخدمات.

"لا يوجد أي مركز آخر يمتلك النهج متعدد الاختصاصات الذي لدينا،" مصرحًا دكتور كامبل، "إنه شامل جدًا."

يستخدم المركز أيضًا أحدث تقنيات التصوير التشخيصي، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي الديناميكي على الرئة، وهي تقنية رائدة في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" تسمح للأطباء برؤية الحركات الدقيقة لرئتي المريض وعضلات التنفس لديه.

شأنها في ذلك شأن ما يزيد عن 120 أسرة أخرى قَدمت من الشرق الأوسط إلى "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" للحصول على الرعاية الصحية على مدار العام الماضي، عملت أسرة سلمى عن كثب مع فريق عمل خدمات المرضى الدوليين الذي يساعد في الحصول على التأشيرات، وتجهيزات السفر وأماكن الإقامة، وتوفير المترجمين الطبيين، ومساعدة الأسر على الشعور بالراحة في مستشفى فيلادلفيا للأطفال وكأنهم في منزلهم — وهم في فيلادلفيا.

العلاج الرائد

لتثبيت التقوس الموجود في العمود الفقري لسلمى وتوسيع القفص الصدري لمساعدة رئتيها على النمو، أجرى دكتور كامبل عملية زرع جهاز فيبتر (فيبتر) في أكتوبر عام 2011. حيث قام بزرع ضلعين رأسيين تعويضيين قابلين للتمدد من التيتانيوم (فيبتر) من أضلاع "سلمى" إلى حوضها، الأمر الذي سيسمح بتوسيع قفصها الصدري حتى تتمكن من التنفس بسهولة أكبر. كما أضاف لها طُعْمًا عَظْمِيًّا أيضًا لتثبيت عمودها الفقري على المدى البعيد.

اخترع الدكتور جهاز (فيبتر) ، أحد خيارات "استبقاء النمو" العديدة التي تقدمها "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" الذين يعانون من متلازمة القصور الصدري ووبداية الجنَف المبكر.

يسمح هذا الجهاز، الذي غالبًا ما يكون الخيار الأفضل لمرضى متلازمة القصور الصدري الذين يعانون من تشوهات جدار الصدر، بتوسع الأضلاع والعمود الفقري والرئتين ونموها كما يتوسع أيضًا بمرور الوقت.

بالنسبة للمرضى ذوي جدر الصدر السليمة، عادة ما يتم تركيب قضبان النمو، التي توضع بطول العمود الفقري وتطول كلما نما الطفل.

السلامة أولًا

يواجه الأطفال الذين يخضعون لعمليات جراحية معقدة في العمود الفقري مخاطر كبيرة تتمثل في إصابة الحبل الشوكي، وهو الخطر الذي تعمل "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" على الحد منه من خلال برنامج المراقبة الشاملة للأعصاب.

أثناء جراحات العمود الفقري في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال"، توضع أجهزة استشعار على جسم المريض لمراقبة الإشارات بين الدماغ والأطراف العلوية والسفلية. وبالعمل مع أطباء التخدير، يقوم خبراء فسيولوجيا الأعصاب في غرفة العمليات بتقييم سلامة الحواس والمسارات الحركية والجذور العصبية باستمرار، ويستطيعون تنبيه الفريق الطبي في حالة وجود ما يشير إلى احتمال تعرض المريض لمخاطر أحد الأعراض الجانبية.

السلامة هي الأساس، لأن احتمال تعرض هؤلاء الأطفال للمخاطر كبير. لذلك نملك فريقًا طبيًا يكرس نفسه بالفعل لحل تعقيدات الرعاية الخاصة بهؤلاء الأطفال الذين يعانون من مشكلات في غاية الصعوبة والتعقيد.

الأمل في المستقبل

بعد أقل من أسبوع بعد إجراء الجراحة لها، عادت "سلمى" إلى منزلها حيث استأجرت أسرتها شقة في فيلادلفيا لقضاء فترة علاجها. وفي مارس 2012، أجرى الدكتور فيليب بي ستورم الابن، الحاصل على دكتوراه في الطب، إحدى العمليات الجراحية لها لتثبيت الفقرات العنقية، كما تم إجراء أول جراحة توسيع لها باستخدام جهاز (فيبتر) بعد ذلك بشهر.

شعر "خميس"، والد "سلمى"، بسعادة غامرة بالتقدم الذي حققته ابنته على مدار الأشهر القليلة الماضية — وقد عبّر عن امتنانه لمستشفى فيلادلفيا للأطفال لتقديم مثل هذه الرعاية المتميزة.

وصرّح قائلًا: "كل يوم"، "نحرز تقدمًا."