داء كرون
ما المقصود بداء "كرون"؟
ينتمي داء "كرون" إلى مجموعة من الحالات المعروفة باسم داء الأمعاء الالتهابي. ويتصف داء "كرون" بعملية التهابية مزمنة تصيب في أغلب الحالات نهاية الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) والقولون. وقد يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي، من الفم إلى مقدمة الشرج، امتدادًا إلى طبقة أو أكثر من جدار المعدة. قد يظهر داء "كرون" في صورة "رقعات" تصيب منطقة واحدة من الجهاز الهضمي وليس ما يليها.
في داء "كرون"، يستهدف التفاعل الالتهابي الخلايا الصحية بالجسم، وبالتالي يرسل إشارة إلى جهاز المناعة لمهاجمته. ويؤدي هذا إلى حدوث التهاب يمكن أن يؤثر كثيرًا على جودة حياة الأطفال.
يبدو أن انتشار داء "كرون" متزايد، وعلى وجه التحديد في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وقد يصيب ما يصل إلى 780000 أمريكي. يكون داء "كرون" أكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب البالغين بين الأعمار من 15 إلى 35، ويصيب الذكور والإناث؛ ورغم ذلك، أصبح الداء أكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار.
لماذا تختارنا؟
يعد "مركز علاج داء الأمعاء الالتهابي لدى الأطفال" في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" أحد أكبر المراكز من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية. إذ حدثت به طفرات كبيرة في علاج داء الأمعاء الالتهابي.
علاج داء "كرون"
يكون علاج داء "كرون" معقدًا وقد يكون مختلفًا لكل طفل، ولكن الأهداف متساوية: تخفيف الأعراض ومنع النوبات وتعزيز النمو والتغذية وتحقق شفاء الأغشية المخاطية (شفاء الأمعاء) والتخفيف من المرض.. ولا يوجد علاج لداء كرون "مناسب للجميع"، ويستجيب الأطفال للعلاج بشكل مختلف. باستخدام مجموعة من الأدوية والعلاج الغذائي، وفي الحالات الأكثر خطورة، الجراحة، يستهدف فريق مركز علاج داء الأمعاء الالتهابي لدى الأطفال تعزيز جود حياة جميع الأطفال وتحقيق جميع أهدافهم أو طموحاتهم
تضمن العلاج الأولي لداء "كرون" الأدوية. وتتمثل الأدوية الأكثر استخدامًا غالبًا لعلاج داء كرون في "5-أمينوساليسيلات" وفئات "الكورتيكوستيرويد" والمضادات الحيوية والأدوية التي تغيّر جهاز المناعة، تسمى عوامل تغيير المناعة أو الأدوية البيولوجية.
يؤدي النظام الغذائي دورًا مهمًا في علاج داء "كرون". ومن الضروري الحفاظ على تغذية جيدة لأنها تساعد الجسم في الالتئام والنمو. وفقدان الوزن أحد الأعراض الشائعة لداء "كرون"، وزيادة الوزن أحد أهداف العلاج. وتدعم الأبحاث دور التغذية في علاج داء "كرون". ولا يوجد نظام غذائي محدد لداء "كرون"، ولكن هناك أطعمة يجب عدم تناولها، مثل الفشار، لأنه يمكن أن يجد صعوبة في المرور عبر منطقة ملتهبة وضيقة من الأمعاء. وسيعمل أخصائيو التغذية لداء الأمعاء الالتهابي عن قرب مع الأُسر لتقديم الدعم الغذائي.
حتى مع الأدوية الصحيحة والنظام الغذائي المناسب، يتطلب بعض الأطفال الخضوع للجراحة للحصول على أفضل جودة ممكنة للحياة. ويتم اتخاذ قرار الخضوع للجراحة بالتعاون بين الطفل والأسرة وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي والجراح المتخصص في داء الأمعاء الالتهابي. وتستخدم الجراحة لتخفيف الخطورة والأعراض المستمرة ومساعدة الأطفال في تحقيق النمو وزيادة الوزن في حالة عدم فعالية العلاج الطبي بمفرده.