عرفت "تامنيشا روبيرسون" الإجراء المناسب. ارتفعت حرارة ابنتها "ريان" البالغة من العمر خمس سنوات، فذهبوا مرة أخرى إلى "مستشفى فيلادلفيا للأطفال"

"ريان" مصابة بمرض الخلايا المنجلية، ومن بين المضاعفات الأخرى، أنه يعرضها للإصابة بالعدوى البكتيرية الخطرة. وطوال سنوات، كانت الممارسة المتبعة في المستشفى هي قبول مرضى الخلية المنجلية في أي وقت يعانون فيه من الحمى.

عندما وصلت "تامنيشا" و"ريان" إلى قسم الطوارئ بمستشفى فيلادلفيا للأطفال، تم إعطاء "ريان المضادات الحيوية عبر الوريد، ووضعها تحت المراقبة لعدة ساعات، ثم إرسالهما بعد ذلك إلى المنزل وسط فرحة كبيرة. لقد نجحا في الدخول إلى المستشفى بفضل ابتكار يسمى المسار السريري.

أرض التباين

"إنه الوقت المناسب لتلقي العلاج،" هذا ما صرحت به جين لافيل، الحاصلة على دكتوراه في الطب والمدير المساعد في طب الطوارئ. إن النمو الهائل في المعارف الجديدة إلى جانب الابتكارات التكنولوجية يخلق الكثير من الفرص لمساعدة المرضى أكثر من أي وقت مضى. ولكن يخلق أيضًا تحديات جديدة. إن التغييرات في الممارسة ثابتة. يتم نشر ملايين من المقالات العلمية كل عام. وبغض النظر عن مدى اجتهاد الطبيب، إلا أن مواكبة هذا التقدم قد يكون أمرًا صعبًا. الأمر الذي يمكن أن يعزز ما تسميه لافيل "أرض التباين"، وهو المكان حيث توجد طرق مختلفة على نطاق واسع لعلاج المرضى المتشابهين، مع احتمالية الحصول على نتائج مختلفة اختلافًا كبيرًا.

إن فريق "قسم الطوارئ" في "مستشفى فيلادلفيا للأطفال"، الذي يشاهد أوسع نطاق يمكن تخيله من الأمراض، بما في ذلك 70 بالمائة تقريبا من المرضى الذي يتم قبولهم في المستشفى، لديه فكرة: وهي جمع الأطباء من العديد من التخصصات والعمل معًا لاكتشاف كيفية توحيد الرعاية.

ومن هنا ولدت فكرة المسارات السريرية.

الأفكار أقوى من الأفعال

"نحن نجمع معًا مجموعة من الخبراء متعددي التخصصات، الملمين بآخر المؤلفات الحديثة والذين يتمتعون بخبرة واسعة في حالة معينة أو في عملية الرعاية"، هذا ما صرح به رون كيرن، الحاصل على دكتوراه في الطب وماجستير في الصحة العامة ورئيس مسؤولي الجودة. يجتمع الفريق الذي أسس فكرة المسارات السريرية، على نحو منتظم لقياس النتائج ومراجعة الأدلة والنظر فيما يلي: هل علينا القيام بأي شيء بطريقة مختلفة؟ هل علينا تغيير توصياتنا؟ إنها دورة مستمرة من التعلم والتطوير.

رون كيرن، الحاصل على دكتوراه في الطب وماجستير في الصحة العامة وجين لافيل، دكتوراه في الطب تزعما عملًا على نطاق المؤسسة لخلق ما يقرب من 90 مسارًا سريريًا. فبفضل المسار المتخصص في علاج الحمى لدى مرضى الخلايا المنجلية، قضت "ريان" البالغة من العمر خمس سنوات، وقتًا أقل بكثير في المستشفى. وماذا عن هؤلاء الذين ينظرون إلى توحيد المعايير على أنه بمثابة "كتاب طهي الطب"؟ ويشدد كيرن على أن المسارات ما هي إلا دليل وليست تكليف. في الواقع، إن وجود بروتوكول في مكان يسهل الرعاية "يفتح مجالًا للحديث عن الأطفال الذين لا يتناسبون تمامًا مع المسار، بهدف تخصيص الرعاية للأطفال الذين بحاجة لها".

يوجد اليوم ما يقارب 90 مسارًا سريريًا في مكان واحد (مع المزيد منها عبر شبكة الإنترنت طوال الوقت)، يغطون موضوعات متنوعة بدءًا من الربو وحتى التهاب الزائدة الدودية، وإبلاغ الرعاية في كل أقسام "مستشفى فيلادلفيا للأطفال" — وحدات العيادات الداخلية وغرف عمليات و ممارسات الرعاية الأولية وكذلك قسم الطوارئ. وقام "مكتب كيرن لتحسين الجودة السريرية" بإنشاء أدوات لجعل متابعة المسارات أسهل على الأطباء، على سبيل المثال النماذج المدمجة في السجل الطبي الإلكتروني مع الاختبارات والعلاجات الموصي بها مسبقًا.

لعالم أكثر رحابة

يشعر الفريق بالفخر على نحو خاص لتوفيره المسارات السريرية للأطباء في كل مكان. وجميعها متاحة على الموقع الإلكتروني لمستشفى فيلادلفيا للأطفال، ونحو نصف عدد المشاهدات البالغ عددها 30.000 مشاهدة كل شهر، هي من خارج المستشفى. ويصرّح كيرن قائلًا: "إنها طريقة لتقوم مستشفى فيلادلفيا للأطفال بدور ريادي ويكون لها تأثير على نوعية الرعاية التي يتلقاها الأطفال حول العالم".

بالنسبة لريان، فإن المزايا أصبحت قريبة. بفضل المسار الذي يستند إلى دليل بأن مرضى الخلية المنجلية التي تعتبر حالتهم "منخفضة الخطورة" يمكنهم تلقي علاج الحمى في المنزل، قلل هذا من عدد مرات دخول "ريان" المستشفى إلى النصف تقريبًا. ويمنحها المزيد من الوقت لممارسة أنشطة أكثر أهمية مثل اللعب مع كلبها فوكسي.

وصرحت لافيل: "نحن محاطون بالتميز في هذه المستشفى"، "إذا تمكنا من إشراك الأطباء في وضع معايير الرعاية وإطلاق العنان للطاقة الإبداعية والعبقرية للأشخاص في كل أرجاء المؤسسة، سيكون هذا مؤثرًا بشكل لا يصدق".